أشاطر معكم رسالة من قارء عن فاجعة كلميم. فيما يلي نص الرسالة.
العين تدمع و القلب يبكي. و ما لي إلا هاته الكلمات كي أبكي فراقهم.
كنت جالسا لما هزّني خبر الفاجعة : تحطم طائرة عسكرية و على مثنها 80 مغربيا. فتذكرت أني ميت و تذكرت قول حكيم الحكماء، رسول الله (ص) و هو يخاطب المؤمنين : أكثروا من ذكر هادم اللذات. فسأله الصحابة : و ما هادم اللذات يا رسول الله ؟ فأجاب (ص) : الموت.
كيف يكون للدنيا طعم و موتانا قد فارقوا الدنيا و نحن لم نوفّهم حقهم ؟
هؤلاء كانوا جنود المغرب، حماة الوطن. منهم من ترك الأهل و الأحباب حتى أعيش، أنا و أنتم، في طمأنينة و أمان.
و ما البكاء على فراقهم إلا دواء لقلوبنا فكيف نوفّهم حقهم ؟
هم حموا الوطن، فما بالنا نحن ؟ أنحن نحمي وطننا كما يجب ؟
نحمي الوطن من الإستبداد، من الظلم و ممن تطاول عليه. لو جعلنا هذا الهدف بين أعيننا و لو عملنا على الوصول إليه، في كل يوم و ساعة، ربما وفّينا بعض حقهم.
ربما لو حمينا الوطن من أنفسنا أولا و لو حمينا إخواننا من سوء الظن و شماتة بعضنا في بعض، لكان أول الطريق.
الموت آت، لا مناص منه. فلنجعل ما بقي لنا في هذه الدنيا من أيام، أيام جهاد مع وفي أنفسنا. و لنجعل أنفسنا حماة لوطننا الغالي، كلٌ في إستطاعته، و لنجعل الحق سلاحنا و سيفا فوق أعناقنا و أعناق من هم أعز الناس علينا.
قال الحكيم، النبي الصادق (ص) و هو يتكلم عن إبنته فاطمة : وايم الله ! لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها.
ستُنكَّــس الأعلام و تقام صلاة الغائب و ستمضي أرواح موتانا كما تمضي الأيام و لكن الوطن باق، أمانة في أعناقنا إلى أن يرث الله الأرض و ما عليها.
اللهم أبدل موتانا أهلا خيرا من أهلهم و تقبلهم اللهم في رحمتك التي وسعت كل شيء...
اللهم آمين...